قصيدة يقول الدم العربي...~

- عندما رأيت هذه الصوره لا أدري لماذا أستدعت ذاكرتي هذه القصيدة !!! ..

لذلك ... في ظل ما تشهده بلداننا العربية حاليا، لم أجد أجمل وأنسب من قصيدة "يقول الدم العربي" لفاروق شوشة الذي دونتها أنامله عام"1988" ..... ولكنها ما زالت حيه إلي الآن ...


أخيـــــــــــ ـــــراً،
يقول الدم العربيُّ :
تســـــــاويْتُ والمــــاءَ
أصبـــــحتُ لا طـــــعْمَ،
لا لــــــــوْنَ،
لا رائــــــــحة!

أخــــــــيراً،
يقـــــــول الـــدم العربـــيُّ:

أسيــــلُ ....

فلا يتداعى ورائي النخيلُ
ولا ينبتُ الشجرُ المستحيلُ

أســـيلُ ....

أُروّي الشقوقَ العطاشَ،
وأسكبُ ذاكرتي للرمالِ،
فلا يتخلّقُ وجهُ المليحةِ،
أو حُلمُ فارسها المستطارِ،

وأنـــزفُ حـــــتى النخــــاعِ،
وينحسرُ المدُّ،
تنبُتُ فوقي حجارتُكم،
مدناً تتمدّدُ أو تستطيلُ
وتأكل ما يتبقّى من الأرضِ،
لكنها أضرحة!

****

أخيـــــــراً،

يقــول الـــدمُ العربــيُّ : اكتــــــــفيْْــــــــتُ

تجاوزتُ جسْرَ الشرايينِ،
أسرجتُ خيلي بقلبِ العراءِ،
وخيّمْتُ في نُقطةِ الجدْبِ
أحكمْتُ أغنيتي
وانتشيتُ لنفسي

وقلـــــــــتُ :

أطاولُ كلّ الدماءِ التي أنضجتْها الحرائقُ،
كلّ الدماءِ التي أهرقتها الملاحمُ،
كلّ الدماءِ التي اعتصرتْهاالمآدبُ،
فاخرْتُ أني الوحيد الذي
جعلوا من بقاياهُ خاتمة ً للبكاءِ
وفاتحة ً للغناءِ
ومن رئتي مذبحة!

****

أغوص بذاكرةِ الرمل،
وجهي عروسُ تخطّفها الموتُ،
والقاتلُ الهمجيُّ
تغيبُ ملامحُها
ويغيبُ الهوى العربيُّ
قاومْتُ،
فانفلتت فيّ فُقَّاعةُ،
وانطفْأتُ،
تشاغلْتُ،
أحكمتُ فوق ملامحها قبضتي
واسترحْتُ،
أغوصُ بذاكرةِ الرُّعبِ،
وجهي سحابةُ يُتْمٍ،
تُعشّشُ في كل بيتٍ
وتتركُ بعض عناكبها في تراب الملامحِ
وجهي الذي يتشكّلُ في كل حالٍ،
ويلبسُ أقنعةً لا تبوحُ،
وينظرُ في رحمِ الغيْبِ،

ماذا تُجنُّ الغيومُ؟
وماذا تقولُ البروقُ؟

وماذا تخبّئُ عاصفةُ في العروقِ،
ودمدمةُ في الرؤوسِ
وأشبهت الليلةُالبارحة!

****


أخـــــــيراً،
يقــول الـدم العربـــيُّ المســــافرُ عَبْـــرَ العـــــواصمِ
والمتجمّعُ خلْفَ الحواجزِ
والمتناثر في كل أرضٍ :

تعـــــــــبتُ

وهذي بقيةُ لحمي،
وهذي هويّةُ جلدي
وبعض ملامح أرضي التي سكنتْ في العيونِ،

تعبْتُ،
فمن يحملُ الآن عني بقية يومي،
وأشلاء حُلمي،
ويمضي ...
.... تعـــــبتُ ....
الدروبُ يُلاحقها الموتُ،
يسكنُها الصمتُ
والقلبُ يملؤهُ القهرُ،
والشّاحنات الرجيمةُ ترتدُّ عبْرَ الزوايا
شظايا

... تعبــــــــتُ ...

المدى...لا يُبينُ
الصدى...لا يُبينُ
ووجهيَ مازال مُنسحقاً
في جبين المرايا ...
تلاحقهُ اللعنة الجامحة !

--------------------------------------------------------------------------------

أتمنى أكون ما نكدت عليكم ... ولا تكونوا أنزعجتم ...
فقد تأثرت انا بهذه الكلمات كثيراً برغم
أنني قرأتها مراراً من قبل ...

وأخـــيراً .. أسألكم الدعاء لجميع أمة محمد عليه الصلاة والسلام

دمتم بود
Abeer

طرح مميز مشكورةحبي على الموضوع الجميل لاعندمنك

سعت بقراء موضوعك الرائع سلمت انا ملك

رآق لي متصفحك ،عبير ،
سلمت آنآملك آلذهبية فيمآ طرحته من آبدآع
لروحك آلنقآء

جميل ماكتبت
شكرا لك