احكام في زينة المراة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين، وبعد :
يطلب من المراة ان تفعل من خصال الفطرة ما يخص بها ويليق بها من قص الاظافر وتعاهدها، لان تقليم الاظافر سنة باجماع اهل العلم؛ لانه من خصال الفطرة الوارده في الحديث ولما في ازالتها من النظافه والحسن، وما في بقائها طويله من التشويه والتشبه بالسباع وتراكم الاوساخ ومنع وصول ماء الوضوء الي ما تحتها .
وبعض المسلمات قد ابتلين بتطويل الاظافر؛ تقليدا للكافرات وجهلا بالسنه .
ويطلب من المسلمه توفير شعر راسها ويحرم عليها حلقه الا من ضرورة، قال الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ - رحمه الله - في مجموع الفتاوى: " واما شعر رؤوس النساء فلا يجوز حلقه لما رواه النسائي في سننه بسنده عن علي - رضي الله عنه - ورواه البزار بسنده في مسنده عن عثمان - رضي الله عنه - ورواه ابن جرير بسنده عن عكرمه - رضي الله عنه - قالو : " نهي رسول الله صلى اللله عليه وسلم ان تحلق المراة راسها " ، والنهي اذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه يقتصي التحريم ما لم يرد له معارض، قال ملا علي قاري في " المرقاة شرح المشكاة " : " قوله : " ان تحلق المراة راسها "
وذلك لان الذوائب للنساء كالحلي للرجال في الهيئة والجمال ".
واما قص المراة شعر راسها فان كان لحاجه غير الزينه - كان تعجز عن مؤنته او يطول كثير ويشق عليها - فلا بأس بقصه بقدر الحاجه، كما كان بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم يفعلنه بعد وفاته لتركهن التزين فالذي يظهر لي انه لايجوز.
قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي - رحمه الله - في اضواء البيان :" ان من العرف الذي صار جاريا في كثير من البلاد بقطع المراة شعر راسها الى قرب اسله سنه افريجية مخالفه لما كان عليه نساء المسلمين ونساء العرب قبل الاسلام . فهو من جملة الانحرافات التي عمت البلوى بها في الدين والسمت وغير ذلك ".
ثم اجاب عن الحديث : " ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ياخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة "
بان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم انما قصرن رؤوسهن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلهن حكم خاص بهن لا تشاركهن فيه امراة واحده من نساء جميع اهل الارض وهو انقطاع املهن انقعاع كليا من التزويج وياسهن منه الياس الذي لايمكن يخالطه طعم ، فهن كالمعتدات المحبوسات بسببه الى الموت ، قال تعالى وما كان لكم توذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابد ان ذلكم كان عند الله عظيما ( 53) ) " الاحزاب : 53 " والياس من الرجال بالكلية قد يكون سببا للترخيص في الاخلال باشياء من الزينة لا تحل لغيره ذلك السبب، كما لا يجوز للمراة ان تطيع زوجها اذا امرها بذلك لانه طاعة لمخلوق في معصيه الخالق ".
فعلى المراة تحتفظ بشعر راسها وتعتني به وتجعله ضفائر ، ولا يجوز لها جمعه فوق الراس او من ناحية القفا ، قال الشيخ محمد بن ابراهيم : " واما ما يفعله بعض النساء المسلمين في هذا الزمن من فرق شعر الراس من جانب وجمعه من ناحية القفا او جعله فوق الراس كما تفعله نساء الافرنج فهذا لا يجوز لما فيه التشبيه بنساء الكفار ".
وعن ابي هريرة - رضي الله عنه - في حديث طويل قال : قال رسول الله صلى الل عليه وسلم :" صنفان من اهل النار لم ارهما : قوم معهم سياط كاذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كاسنة البخت العجاف . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحتها ، وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " ( رواه مسلم ) . وقد فسر بعض العلماء قوله : " مائلات مميلات " بانهن يتمشطن المشطه الميلا، ويمشطن غيرهن تلك المشطه، وهذه المشطة نساء الافرنج ومن يحذو حذروهن من نساء المسلمين .
وكما تمنع المسلمه من حلق راسها او قصه من غير حاجه فانها تمنع من وصلة والزيادة عليه بشعر اخر؛ لما في الصحيحين : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصله "، والواصلة : هي التي تصل شعرها بشعر غيرها ، والمستوصلة : هي التي تعمل بها ذلك ، لما في ذلك من التزوير .
ومن الوصل المحرم لبس ( الباروكة ) المعروف في هذا الزمن ، روى البخاري ومسلم وغيرهما : ان معاويه - رضي الله عنه - خطب لما قدم المدينه واخرج كبة من شعر فقال : ما بال نسائكم يجعلن في روسهن مثل هذا ؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" مامن امراة تجعل في راسها شعرا من شعر غيرها الا كان زورا " ، والباروكه شعر صناعي يشبه شعر الراس ، وفي لبسها تزوير .
ويحرم على المراة المسلنة ازالة شعر الحاجبين او ازالة بعضه الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته فقد ، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة و المتنمصة ، والنامصة : هي التي تزيل شعر حاجبيها او بعضه للزينه - في زعمها - ، والمتمنصة : هي التي تفعل بها ذلك ، وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد الشيطان ان يامر به بني ادم حيث قال كما حكاه الله تعالى عنه ولامرنهم فليغيرن خلق الله ) ( النساء : 119 ).

وفي الصحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - انه قال :" لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات و المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله - عز وجل - " . ثم قال :" الا العن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كتاب الله - عز وجل ؟! - " يعني بقوله : ( وماء اتكم الرسول فخذو وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( الحشر : 17 ) ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره .
وقد ابتلي بهذه الافاة الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر لبذنوب كثير من النساء اليوم حتى اصبح النمص كانه من الضروريات اليومية ،لا يجوز لها ان تطيع زوجها اذا امرها بذلك لانه معصية .
ويحرم على المراة المسلمة تفليج اسنانها للحسن بان تبردها بالمبرد حتى تحدث بينهما فرجا يسير رغبة في التحسين ، اما اذا كان الاسنان فيها تشويه وتحتاج الي عملية تعديل لازالة هذا التشويه ، او فيماا تسوس واحتاجت الى اصلاحها من اجل ازالة ذلك فلا باس ، لان هذا من باب العلاج وازالة التشويه ويكون على يد طبيبة مختصة .
ويحرم على المراة عمل الوشم في جسمها ، لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمه والمشتوشمة ، والواشمة : هي التي تغرو اليد او الوجه بالابر ثم تحشو ذلك المكان الكحل او المدن ، والمستوشمة : هي التي يفعل بها ذلك ، وهذا عمل محرم وكبير من كبائر الذنوب ، لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعلته او فعل بها ، واللعن لايكون الا على كبير المبائر .
اما حكم الخضاب للنساء وصبغ الشعر فقد قال الامام النووي في مجموع :" اما خضاب اليدين والرجلين بالحناء فمستحب للمتزوجه من النساء للاحاديث المشهوره فيه ".
يشير الي مارواه ابو داود : ان امراة سالت عايشة - رضي الله عنها - عن خضاب الحناء فقالت : لاباس به ولكني اكرهه فان حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره ريحة ، رواه النسائي .
وعنها - رضي اللع عنها - قالت : اومات امراة من وراء رجل يمد يد امراة ؟! " فقال : بل يد امراة .قال : " لو كانت امراة لغيرت اظافرك " يعني بالحناء ( اخراجه ابو دداود والنسائي ) ، لكن لا تصبغ اظفارها بما يتجمد عليها ويمنع الطهاره المساة " بالمنوكير ".
واما صبغ المراة شعر راسها فان كان شيبا فانها تصبغه بغير الاسود لعموم نهيه صلى الله عيله وسلم عن خضاب شعرهما بالسواد ، قال الامام النووي في رياض الصالحين : باب نهي الرجل والمراة عن خضاب شعرهما بالسواد ، وقال في المجموع :" ولا فرق في المنع من الخضاب بالسواد بين الرجل والمراة ، هذا مذهبنا " ، اما صبغ المراة لشعر راسها الاسود ليتحول الى لون اخر فالذي اري ان عذا لا يجوز ؛ لانه لا داعي اليه الان السواد بالنسبة للشعر جمال وليس تشويها يحتاج الى تغير ، ولان في ذلك تشبها بالكافرات .
ويباح للمراة ات تتحلى من الذهب ولفضه بما جرت به العادة وهذا باجماع العلماء ، لكن لا يجوز لها ان تظهر حليها للرجال غير المحارم بل تستره خصوصا عند الخروج من البيت والتعرض لنظر الرجال اليها لان ذلك فتنه ، وقد نهيت ان تسمع الرجل صوت حليها الذي في رجليها تحت الثياب فكيف بالحلي الظاهر ؟ قل تعالى ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) ( انور : 31)والله اعلم .

جززآك الله خير
لجمال طرحك
سلمت يمناك لاخلاء
ولاعدم

موضوع في قمة الروعه
واصلي ابداعك حبيبي

جزاء الله خير ياعسل مشكورة